كان أحد الأيام الصيفية بعد مضي أكثر من ستة أشهرعلى إشتياق كبير سببه أحد الشباب اللذين قرروا بإشتياق كبير أن يشتاقوا لوطنهم ولتحقيق أحلامهم وهروباً من واقع سيئ قرروا الموت وكان موتهم غربتهم عن وطنهم وأهلهم وأصدقائهم
غربتهم عن نفسهم التي لم يعرفوها أبداً, قرروا أن يعرفوا معزة وطنهم في قلبهم بعد أن ظنوا أنها غير موجودة فيه لم يحسوا بها أبداً مع أنها كانت بداخلهم ، منعهم وطنهم منها وغربهم عنه وهم فيه ، فما كان منهم إلا أن يبتعدوا عنه ليشعروا بهذه المعزة له، وبه أنه وطنهم .........!
فكان قرراه غربة عن الوطن وإشتياقٌ لهُ وهو بعيدٌ عنه
بدلً من غربة فيه وإستياءٌ منه وهو بداخله
وبالفعل وبعد أكثر من محاولة فاشلة أتت إحداها وأصابت ويا ليتها لم تأتي ولم تصيب قتل هذا الشاب نفسه.
كان تاريخ وفاته(11/1/2004
لساعة الثامنة صباحاً ساعة خروجه من منزله مودعاً أهله بإبتسامة ملؤها الدموع وكان يظن نفسه أنه خارجٌ من الموت ومتجهً نحو الحياة لم يكن يعلم أنه خارجٌ من الحياة متجه نحو الموت
وبدأ يتلفظ أنفاسه الأخيرة منذ أن خرج من باب منزله في مدينةٍ كان يعشقها
كان يعشق مطرها ويعشق صيفها وشتاءها كما أنه عشق بناتها وصادق أكثر شبابها
لم يفهم عندما قرأ في أحد السطور لأحد الكُتاب المشهورين حيدر حيدر عندما
سألوه عن وطنه ومدينته وكيف يتذكرها وهو بغربة عنها فقال
تتشابه المدن ففي كل المدن سماء وفيها سماء وفي كل المدن بحار وفيها بحر وفي
كل المدن هواء وفيها هواء وليس هناك فرقٌ بين المدن )وكان يكذب(
فتبنيت هذا القول ولم أعرف أنني أيضاً) كنت أ كذب(